رئيسة أكبر نقابة عمالية في ألمانيا تطالب الشركات بالتحرك لحماية الصناعة والوظائف
27.12.2025, 14:30
فرانكفورت 27 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ) - طالبت رئيسة نقابة "آي جي ميتال" - أكبر نقابة عمالية في ألمانيا - الشركات الألمانية بأن تتحرك بالتعاون مع الأوساط السياسية والعاملين للخروج من الأزمة العميقة التي تواجه الصناعة الألمانية.
وقالت كريستيانه بينر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في ضوء الرسوم الجمركية الأمريكية، وتقدم الصين، وارتفاع أسعار الطاقة بسبب حرب أوكرانيا: "التحديات التي تواجه الاقتصاد الألماني هائلة. نموذج التصدير في خطر".
ودعت بينر إلى استثمارات أوروبية موجهة نحو الرقمنة والتقنيات المستقبلية مثل تكنولوجيا البطاريات، مشيرة إلى أن التراجع عن قرار إنهاء محركات الاحتراق في 2035 يمنح الصناعات الأساسية وقتا كافيا للبحث عن حلول أفضل والحفاظ على البنية الصناعية، وقالت: "الكثير على المحك. بدون صناعة تصبح ألمانيا بلدا فقيرا، وإذا فقدنا الرفاهية فإننا نهدد ديمقراطيتنا".
وأضافت بينر أن قرار بروكسل يمنح قطاع السيارات مزيدا من الوقت، مؤكدة أن المسار الرئيسي يبقى كهربائيا، لكن المرونة في أنظمة المحركات ضرورية، إذ يمكن تحقيق الأثر البيئي المطلوب باستخدام "الصلب الأخضر" والوقود المتجدد.
وقالت: "سنكسب وقتا، خاصة في قطاع التوريد، وهذا الوقت ضروري لتأهيل العاملين وجعل التحول أكثر عدالة اجتماعيا. الآن لم تعد هناك أعذار للشركات. حماية الوظائف يجب أن تكون في المقام الأول".
وشددت بينر على ضرورة تأهيل العاملين بدلا من دفعهم إلى التقاعد المبكر أو البطالة، موضحة أن هناك قطاعات تنمو وتحتاج إلى كوادر، مثل صناعة الطيران، والتقنيات الطبية، ومجال تحول الطاقة، وليس فقط الدفاع، منتقدة إغلاق المصانع بلا خطة ونقل البحث والتطوير إلى آسيا أو شرق أوروبا، معتبرة أن ذلك "يدمر هياكل كاملة".
وأكدت بينر أن الشركات مطالبة الآن بتقديم خطط واضحة، وقالت: "نحتاج إلى مديري أزمات حقيقيين. نصف الشركات تقريبا بلا استراتيجية مستقبلية، وبدلا من ذلك نسمع شكاوى عن دولة الرفاه الاجتماعي"، مطالبة بوقف الانتقادات المستمرة للنظام الاجتماعي.
وأشارت إلى أن الحكومة قدمت بالفعل تخفيفات مثل دعم تكاليف الطاقة، وتشجيع التنقل الكهربائي، وتحسين حساب الإهلاكات للأغراض الضريبية، لكنها لا تلقى التقدير الكافي.
وفيما يتعلق بالمنافسة مع الصين، قالت بينر إن الوضع غير عادل، داعية إلى فرض قواعد واضحة لضمان القيمة المحلية، بحيث لا تطلب شركات مدعومة بمليارات من الأموال العامة مثل "دويتشه بان" حافلات من شركة "بي واي دي" الصينية، مؤكدة أن أوروبا يجب أن تدافع عن نفسها ضد المنافسة غير العادلة.