الأمين العام للناتو: أمن أوروبا مرهون بدعم أوكرانيا

23.12.2025, 12:15

بروكسل 23 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ) - دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، قبيل عيد الميلاد (الكريسماس) إلى مواصلة دعم أوكرانيا، محذرا في الوقت نفسه من مخاطر أمنية على الدول الأوروبية في الحلف.

وقال روته في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الإقدام على مهاجمة أي دولة عضوة في الناتو، يجب ضمان بقاء أوكرانيا قوية، إضافة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي كما تقرر في قمة الناتو في لاهاي، وأضاف: "إذا قمنا بهذين الأمرين، سنكون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسنا، ولن يجرؤ بوتين على المحاولة مطلقا".

وأكد روته، الذي شغل سابقا منصب رئيس وزراء هولندا، أن عملية تعزيز القدرات الدفاعية يجب أن تتم بسرعة، موضحا أن تقديرات أجهزة استخبارات مختلفة تشير إلى أن الوضع قد يصبح خطيرا اعتبارا من عام 2027 أو 2029 أو 2031 إذا لم يحدث ذلك.

وأوضح روته أن بوتين ينفق حاليا أكثر من 40% من ميزانية الدولة على التسلح، لافتا إلى أن الحرب في أوكرانيا أظهرت استعداد بوتين للتضحية بـ1ر1 مليون شخص، في إشارة إلى تقديرات أعداد القتلى والجرحى من الجانب الروسي.
وبشأن فرص نجاح المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب العام المقبل، قال روته: "لا أريد تقديم أي توقعات"، مضيفا أن الأمريكيين والأوروبيين وأوكرانيا يعملون بجد لتحقيق ذلك، مؤكدا أنه بعد أي نهاية محتملة للحرب، ستكون هناك حاجة إلى ضمانات أمنية قوية للغاية لأوكرانيا، "حتى يعلم بوتين أنه إذا حاول مرة أخرى، سيكون رد الفعل مُهلِكا".

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، قال روتّه إنه لا يشعر بأي قلق بشأن التزامها بالناتو حتى تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقال: "لا يساورني أي قلق على الإطلاق بشأن الولايات المتحدة لأنها تشعر بالتزام كامل تجاه حلف الناتو"، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الأمنية الوطنية الأمريكية تؤكد أن أمن أوروبا يمثل أولوية للولايات المتحدة، إضافة إلى أهمية وجود ناتو قوي وتعاون وثيق بين الولايات المتحدة والجزء الأوروبي من الحلف، لافتا إلى أن لدى الولايات المتحدة مصالح واضحة داخل الناتو، مثل قضية الدفاع عن منطقة القطب الشمالي التي لا يمكن حمايتها إلا بشكل مشترك.

وأعرب روته عن تفاؤله إزاء التطورات في مجال الإنفاق الدفاعي، خاصة في ألمانيا، قائلا: "ما تفعله ألمانيا حاليا مثير للإعجاب"، مؤكدا أن ذلك أمر حاسم لأن ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا، وأضاف: "من دون ألمانيا لا يمكن تحقيق ذلك. على ألمانيا أن تُظهر هذا الدور القيادي تجاه الآخرين – وهذا ما تفعله". وأشار روته إلى أن ألمانيا تستهدف رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5ر3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2029 بدلا من 2035.

تجدر الإشارة إلى أن حجم الإنفاق الدفاعي في ألمانيا العام الماضي بلغ نحو 2%.