قيادي في الكنيسة الكاثوليكية بألمانيا يدعو إلى تعزيز روح التضامن وسط مخاوف من الاستقطاب

23.12.2025, 11:30

ليمبورج/بون 23 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ) - دعا رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان وأسقف ليمبورج، جيورج بيتسينج، إلى مزيد من روح التضامن والحوار داخل المجتمع الألماني.

وقال بيتسينج في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "أشعر بقلق بالغ إزاء الاستقطاب المتزايد في مجتمعنا... كثير من الناس يشعرون بعدم الأمان، ويعيشون إحساسا بفقدان السيطرة، ولديهم شعور بأن الضمانات المعتادة أصبحت هشة".

وأوضح بيتسينج أنه في مثل هذه الأوضاع يتزايد انعدام الثقة بالمؤسسات والإجراءات الديمقراطية وكذلك بالكنائس، وقال: "في الوقت نفسه يتضح مدى سرعة انغلاق النقاشات العامة وانقسامها إلى معسكرات. هذه تطورات تهدد بشكل خطير التماسك المجتمعي".

وأشار بيتسينج إلى أن أسباب ذلك تعود إلى التحولات المجتمعية العميقة والأزمات الدولية وحالات عدم اليقين الاجتماعي إضافة إلى التسارع الكبير في النقاشات العامة، مؤكدا أن الثقة تتراجع عندما لا يتم تناول المشكلات بشفافية أو لا تتم معالجتها بشكل موثوق، وقال: "وعلى العكس، تنمو الثقة عند تحمل المسؤولية والتعامل مع الأخطاء بشكل علني. هذا ينطبق على السياسة والمجتمع، وبشكل صريح أيضا علينا في الكنيسة".

وأضاف بيتسينج أن هناك من يريد الترويج لفكرة انقسام داخل الكنيسة، لكنه لا يرى ذلك بنفسه، وقال: "هناك توقعات مختلفة بشأن الإيمان والطقوس والإصلاحات الكنسية أو المواقف السياسية-الاجتماعية"، مؤكدا أن نهجه الشخصي لا يقوم على الانعزال أو التمييز، بل على الحوار، وقال: "أرى أنه من الضروري أن نتعلم تحمل التوترات، وأن نصغي وألا نتجاهل الاختلافات".

وبشأن نظرته إلى المستقبل مع اقتراب العام الجديد، قال بيتسينج إنها "واقعية، لكنها ليست متشائمة"، وأضاف: "التحديات كبيرة، لكنني أرى في الوقت نفسه كثيرا من الناس الذين يتحملون المسؤولية وينخرطون ويعملون من أجل التماسك"، مؤكدا أن العامل الحاسم سيكون ما إذا كان من الممكن "الخروج من منطق الاستقطاب والعودة إلى التركيز على التعاون والحوار وروح التضامن".

وعلى خلفية ارتفاع معدلات ترك الكنائس، أشار بيتسينج إلى أن الأهمية المجتمعية للكنيسة أكبر مما توحي به أعداد الأعضاء فقط، وقال: "كثير من الناس ينتظرون منا تقديم التوجيه والدعم والتضامن والعزاء".