وزير الخارجية الألماني يحذر من الركون إلى الأمان حال التوصل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

23.12.2025, 10:45

برلين 23 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ)- حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من الركون إلى الأمان في حال نجاح الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وقال الوزير المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في برلين: "تحليلنا هو - وسيظل في المستقبل المنظور - أننا لا نستطيع تحقيق الأمن في أوروبا إلا من خلال حماية أنفسنا من روسيا"، مؤكدا أن الأمن لا يتحقق "إلا من موضع قوة، وتماسك في التحالف، وجيش ألماني قادر على الدفاع".

وأضاف فاديفول أنه لا يريد التكهن بمدى خطورة أن يستغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار ليصبح قادرا بصورة أسرع على مهاجمة أراضٍ تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال: "لا يسعني إلا أن أنصحنا بأن نتهيأ لإمكانية حدوث ذلك"، موضحا أن هذه التهيئة يجب أن تتم عبر بناء هياكل أمنية في الناتو وإعادة هيكلة الجيش الألماني بشريا وماديا ليصبح جيشا قادرا بالكامل على الدفاع عن الوطن والتحالف.

وأكد الوزير أنه لا ينبغي تقليص جهود الدفاع عن الوطن والتحالف، وقال: "لا يوجد أي سبب يجعلنا نقلل من جهودنا، بل على العكس تماما... لا يسعني سوى أن أنصح بشدة بألا نجري أي تقليص في كل هذه المشاريع والخطط، لأن موضع القوة وحده هو الذي سيؤدي إلى مزيد من الأمن لنا في الناتو، وأيضا لنا في ألمانيا".

وحذر فاديفول من أن نجاح الجيش الروسي عسكريا بشكل مستدام في أوكرانيا "سيمثل خطرا كبيرا على الناتو"، مؤكدا أن دعم أوكرانيا يظل في صميم المصلحة الأمنية، وقال: "كلما كانت وضعية السلام في أوكرانيا أكثر استقرارا، وكلما كانت أوكرانيا قادرة على الحفاظ على مصالحها، كلما كان ذلك أفضل لأوروبا كلها".

وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قد قال في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن روسيا ستكون قادرة بعد إعادة بناء قواتها على شن هجوم على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، وأضاف: "قلنا دائما إن ذلك قد يحدث اعتبارا من عام 2029"، مشيرا إلى أن آخرين يرون أن ذلك ممكن أن يحدث اعتبارا من عام 2028.

وتجرى حاليا مفاوضات متكررة بين كبار المفاوضين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، إلا أن وقف إطلاق النار لا يلوح في الأفق بعد.

وشدد فاديفول على أهمية تقديم ضمانات أمنية جادة لكييف، خاصة من الولايات المتحدة، وقال: "هذا يعني بالطبع تعهدا واستعدادا حقيقيا أيضا من مقدمي الوعود للوقوف إلى جانب أوكرانيا إذا تعرضت مجددا لهجوم من روسيا"، موضحا أن أوكرانيا لا يمكن أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات - أيضا فيما يتعلق بتخلٍ محتمل عن أراض - إلا إذا كان ذلك مصحوبا بضمانات أمنية قوية من الغرب، وفي المقام الأول من الولايات المتحدة.

وأشار فاديفول إلى أن الأوروبيين سيكون عليهم أيضا تقديم مساهمات، وقال: "كيف سنصوغ هذه المساهمات، سنتحدث عن ذلك بشكل معمق عندما يكون لدينا وقف لإطلاق النار، وعندما نرى بجدية أن روسيا مستعدة للتفكير جديا في السلام".

وأبدى فاديفول تحفظا إزاء مبادرة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاج)، أرمين لاشيت، الذي دعا إلى تعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي من أجل روسيا، وقال: "أنا ضد أي محظورات فكرية من حيث المبدأ. لكن إذا كان هناك وقت ذهبي للدبلوماسية، فإننا نعيشه الآن".

وأكد الوزير انفتاحه على إشراك جميع الهياكل في أوروبا في المفاوضات، مشيرا في المقابل إلى ضرورة انتظار تحديد الأشخاص والهياكل المعنية. وذكر فاديفول أن ما يسمى بـ"تحالف الراغبين"، الذي ضم إلى جانب الدول الأوروبية المهمة كلا من كندا واليابان، اضطلع في الماضي بدور مهم، وأضاف: "أنا مقتنع بأن أولئك الذين شاركوا بقوة حتى الآن يجب أن يضطلعوا بدور قوي أيضا في المستقبل".