دراسة دولية: مجموعات النقاش العامة وتعليقات المستخدمين لا تعبر عن الرأي العام الفعلي
21.12.2025, 11:30
درسدن (ألمانيا) 21 ديسمبر/كانون الأول (د ب أ)- من المرجح أن كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي قد لاحظ منذ فترة طويلة أن بعض الأشخاص ليسوا فقط معلقين غزيري الإنتاج، بل إن النقاشات على منصات مثل إكس وريدإت غالبا ما يهيمن عليها عدد قليل من هؤلاء الذين يطلق عليهم "محاربو لوحة المفاتيح".
وقد وجد فريق من الباحثين من معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية وجامعة درسدن التقنية في ألمانيا، بالإضافة إلى جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، أن هذا هو الحال إلى حد كبير في سلسلة من مجموعات الاختبار التي أنشأوها على منصة ريدإت في محاولة لفهم سبب كون بعض الأشخاص أكثر نشاطًا على الإنترنت من غيرهم.
وقال الباحثون: "غالبًا ما تهيمن على النقاشات مجموعة صغيرة من المستخدمين النشطين، بينما تبقى الأغلبية صامتة"، مشيرين أن "عدم توازن" الآراء المعروضة يمكن أن "يشوه تصورات الرأي العام" و"يؤجج الاستقطاب".
أفاد الفريق البحثي بعد انضمام 600 متطوع إلى مجموعات تناقش فيها آراء حول 20 موضوعا سياسيا، أن "المستخدمين النشطين" يميلون إلى السيطرة على النقاشات، بينما يتجنب "المتفرجون" المعتادون الانخراط في النقاشات التي يعتبرونها "سامة أو غير محترمة أو مستقطبة".
ووفقا للنتائج المنشورة مؤخرا، كلما ازدادت حدة النقاش، زادت مساحة "الأقلية النشطة" وسيطرتها على النقاش.
وأوضح الباحثون أن هؤلاء المشاركين "غالبا ما يكونون من الذكور، ومهتمين جدا بالسياسة، ويصفون أنفسهم بأنهم معلقون عبر الإنترنت".
وبينما يمكن تحفيز المستخدمين السلبيين على المشاركة بشكل أكبر، لم تسهم هذه التدخلات كثيرا في تقويض هيمنة المعلقين النشطين، حتى مع توسيع نطاق المشاركة.
وأشار الباحثون إلى أن دعوات مثل "رجاء التحلي بالاحترام" لم تلقَ آذانا صاغية من جانب المعلقين النشطين بشكل خاص.
وتعد هذه الدراسة بمثابة تحذير لكل من يعتبر التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أو على المقالات الإخبارية الإلكترونية انعكاسا للرأي العام، إذ إن من يفترض ذلك "غالبا ما يكون مخطئا تماما"، بحسب الباحثين.
وبينما لا يمكن "تحقيق مشاركة أوسع بمجرد الضغط على زر"، وفقا لليزا أوزوالد من معهد ماكس بلانك، إلا أن هناك تدابير محتملة قد تساعد في توسيع نطاق المشاركة لتشمل فئات أوسع من تلك الفئة المعتادة، وبالتالي جعل وسائل التواصل الاجتماعي "أكثر واقعية" في عكس الرأي العام.
ويرى الفريق البحثي أن وضع قواعد واضحة ومُطبقة باستمرار لمكافحة "السلوكيات السلبية" و"تقديم مكافآت غير مالية للمساهمات الأولى عالية الجودة" مفيدا في توسيع قاعدة المشاركة في التعليقات والنقاشات العامة سواء في مجموعات التواصل الاجتماعي أو أقسام التعليقات على المقالات الصحفية عبر الإنترنت.