انتهاكات
دراسة تكشف دور هياكل كنسية في تسهيل اعتداءات جنسية في أبرشية ألمانية
8.05.2025, 14:23
شباير(ألمانيا) 8 مايو/أيار (د ب أ)- أشارت نتائج دراسة جديدة إلى أن البنى الهيكلية الكنسية سهلت ارتكاب حدوث الاعتداءات الجنسية داخل الأبرشية الكاثوليكية في مدينة شباير جنوب غرب ألمانيا.
وقالت جامعة مانهايم، في إشارة إلى تحليل أجرته المؤرخة سيلفيا شراوت، إن "أسباب ذلك تمثلت في غياب الرقابة على أعضاء الرهبانيات، وعدم وضوح المسؤوليات، إضافة إلى رؤية ذات طابع سلطوي للوظيفة الكنسية وللإنسان".
وبحسب الوضع الحالي، تفترض الأبرشية الواقعة في ولاية راينلاند-بفالتس أن هناك 109 من رجال الدين و41 شخصًا من غير الكهنة (مثل موظفين في دور الرعاية) متهمين بارتكاب جرائم اعتداء جنسي.
وقد عرضت شراوت نتائج دراستها حول حالات الاعتداء الجنسي التي وقعت في الأبرشية منذ عام 1946، وذلك بعد عامين من البحث. وقد أطلقت اللجنة المستقلة لتقصي حالات الاعتداء الجنسي في أبرشية شباير هذه الدراسة في أبريل/نيسان 2023، وتم تحديد إطار زمني يبلغ أربعة أعوام لهذه الدراسة التي تتكفل الأبرشية بتمويلها. ويركّز الجزء الأول من المشروع البحثي بشكل خاص على الإجابة على السؤال: كيف أتاحت البنى الهيكلية الكنسية وقوع مثل هذا النوع من الاعتداءات؟
وأشارت الدراسة، من بين أمور أخرى، إلى أن العديد من المتهمين كانوا أشخاصًا لديهم تجارب في الحروب ويتسمون بعقلية سلطوية. ونوهت الدراسة إلى أن الأمر اللافت للنظر في مسألة الاعتداءات الجنسية يتمثل بالدرجة الأولى في الأجيال التي تولت المناصب الكنسية في فترات شهدت تغييرات اجتماعية كبيرة، وأشار معدو الدراسة إلى أن ثلثي رجال الدين المتهمين، وُلدوا قبل عام 1920، وقد وقعت نحو نصف الجرائم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بينما لم يتم الكشف عن نحو نصف هذه الحالات إلا بعد عام 2000.
وشدّدت المؤرخة شراوت:" كما يُرجّح أن تكون الأخلاق الجنسية المتشددة للكنيسة الكاثوليكية مسؤولة جزئياً عن التستر على حالات الاعتداء ومنع جهود الوقاية على مدار سنوات طويلة".
وكانت أبرشية شباير أقرت خلال السنوات الماضية بوقوع عدد كبير من حالات الاعتداء الجنسي داخل أروقتها. ووفقًا لها، تم حتى الآن دفع نحو 6ر3 مليون يورو، تشمل تكاليف العلاج، إلى 96 ضحية. وتشمل الأبرشية منطقتي بفالتس وحي زار-بفالتس، ويبلغ عدد سكانهما نحو 57ر1 مليون نسمة، من بينهم 437 ألف كاثوليكي. ومن المقرر أن تدلي الأبرشية برأيها حول الدراسة في فعالية خاصة تُعقد غدا الجمعة في مدينة شباير.