السفير الألماني بأمريكا يحذر من تغييرات سلبية في السياسة الأمريكية في عهد ترامب
19.01.2025, 15:00
برلين 19 يناير/كانون الثاني (د ب أ)- حذر السفير الألماني في الولايات المتحدة، أندرياس ميشائيليس، على نحو غير معتاد لدبلوماسي، من حدوث تغييرات سلبية كبيرة في السياسة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الجديد دونالد ترامب. وتحدث في هذا الصدد عن تغييرات في مجالات من بينها حرية التعبير والقضاء.
جاء ذلك في تقرير يُعْرَف بـ "تقرير السلك الدبلوماسي" بعث به ميشائيليس إلى وزارة الخارجية الألمانية في برلين، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) على نسخة منه.
وكتب الدبلوماسي الألماني في التقرير إن "أجندة ترامب 2.0، التي تهدف إلى إحداث اضطرابات قصوى، وكسر النظام السياسي الراسخ والهياكل البيروقراطية، بالإضافة إلى خططه الانتقامية، تعني في نهاية المطاف إعادة تعريف للنظام الدستوري".
وفي إشارة إلى تنصيب ترامب المزمع غدا الاثنين، قال ميشائيليس إن "هذا يعني أقصى قدر من تركيز السلطة في يد الرئيس على حساب الكونجرس والولايات الفيدرالية"، لافتا إلى أن "المبادئ الديمقراطية الأساسية وآليات الضبط والتوازن سيتم تقويضها إلى أبعد حد، كما سيتم تجريد السلطات التشريعية والتنفيذية ووسائل الإعلام من استقلاليتها، وسيتم استغلالها كأذرع سياسية، بينما سيتم منح شركات التكنولوجيا الكبرى سلطة المشاركة في الحكم".
وتحمل "المراسلات الدبلوماسية" التي كتبها ميشائيليس عنوان: "دولة القانون الأمريكية في عهد ترامب 2.0: المساحة المتاحة أمام ترامب لإعادة تعريف النظام الدستوري". وتم إرسال التقرير يوم الثلاثاء الماضي إلى وزارة الخارجية في برلين، بالإضافة إلى ديوان المستشارية الاتحادية ووزارتي الداخلية والعدل. وتحمل الوثيقة المكونة من خمس صفحات أدنى مستوى من السرية ضمن أربع مستويات للوثائق الحكومية، وتضمنت عبارة "معلومات سرية- للاستخدام الرسمي فقط".
وكان ميشائيليس شغل منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية خلال فترة تولي يوشكا فيشر (من حزب الخضر) منصب وزير الخارجية في الفترة بين عامي 1999 و2002.
ومن جانبها، صرحت وزارة الخارجية بأنها لا تعلق بشكل عام على الوثائق الداخلية أو التحليلات أو تقارير السفارات. وأكدت في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تعد أحد أهم الحلفاء بالنسبة لألمانيا، وأضافت: "الأمريكيون اختاروا الرئيس ترامب في انتخابات ديمقراطية. وبالطبع، سنتعاون بشكل وثيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة بما يخدم مصالح ألمانيا وأوروبا". وذكرت أن الحكومة الألمانية تحتفظ بشبكة علاقات واسعة داخل الولايات المتحدة تشمل مختلف قطاعات المجتمع والولايات والكونجرس الأمريكي، وذلك بغض النظر عن الانتماءات الحزبية.